Emergency_call_1

WhatsApp: +982177517415

العلاج المناعي للسرطان تحولاً عظیماً في العلاج

العلاج المناعي للسرطان تحولاً عظیماً في العلاج

یدرب الباحثون الخلایا المناعیة لأن تكون قادرة علی مهاجمة الخلایا السرطانیة عبر تطویر المنهجات الجدیدة عبر تكنولوجیا النانو

بدأت ترحال العلاج المناعي للسرطان في أواخر القرن التاسع عشر، و بشكل محدد في عام 1981، بینما انتبه الجراح الأمریكی ویلیام كولی نهجاً عن طریق الصدفة أن حقن الأورام السرطانیة بسلالات معینة من البتكتیریا قادر علی حث الجهاز المناعي للغلبة علی هذه الأورام.

كان كولی في خلال علاج مریضه الذي كان مصاباً بسرطان العنق و كان مصاباً أیضا بعدوی بكتیریة في نفس الوقت و هو عثر علی اكتشافه. و اكتشف مفاجأة أن اختفت الأورام و تعافی المریض. و تصبح الضارة نافعة.

خلال الأربعین عاماً منذ اكتشافه، واصل كولي حقنها أكثر من 100 مریض بالسرطان بالبكتریا أو المنتجات البكتیریة. صاغ كولي مجموعة تعرف باسم سموم كولي و هي مجموعة من البكتیریا المیتة من سلالات مختلفة التي تتم استخدامها في علاج السرطان.

تعاقباً لاكتشاف كولي، واصلت جهود العلماء في إطار العلاج المناعي للسرطان ، حتی وصل الی اكتشافات العالمین الأمریكي جیمس ألیسون و الیابانی تسوكو هونجو، الذین حازا علی جائزة نوبل في الطب، أواخر القرن العشرین، والذین كانا عملان بشكل مستقل علی استعمال بعض البروتئنات علی الخلایا المناعیة تعرف باسم نقاط التفتیش، لضبط علی الجهاز المناعي و حث مهاجمة الخلایا السرطانیة. وجّه تلك الاكتشافات أنظار الأطباء الی العلاج المناعي الذي اصبح الأن مجال شیق جداً في مجال بحوث علاجات للسرطان.

و أخیراً كشفت دراسة جدیدة منتشرة في دوریة سیل Cell في أواخر أكتوبر الماضی أن نجح باحثون من كلیة طب ماونت سیناي في ولایة نیویورك الأمریكیة من ابداع نوع جدید من العلاج المناعي للسرطان معتمدة علی تدریب الجهاز المناعي الفطري و مساعدته علی غلبة علی الخلایا السرطانیة، و مستخدمة مواد نانویة، باستخدام هندسة بیولوجیا و مصنوعة من جزیئات طبیعیة مزیجة بمواد علاجیة اخری.

یستهدف هذا المنهج نخاع العظام، لإنعاش عملیة تعرف باسم «المناعة المدربة». تعید هذه العملیة تعدیل برنامج الخلایا السلفیة لنخاع العظام لصوغ خلایا مناعیة المتدربة قادرة علی تثبیط نمو الورم السرطاني.

العلاج المناعي للسرطان: تدریب الخلایا في المعمل

ظهر مصطلح المناعة المدربة لأول مرة في عام 2011 عبر ثلاثة من الباحثین الهولندیین الذین قاموا باكتشاف أن یمكن تدریب الجهاز المناعي الفطري و هو نظام مناعي رئیسي في الجسم و تعدیله لأن یكوّن ذاكرة مناعیة الذي یتعرف الجهاز المناعي بسرعة علی العاملات مثیرة للأمراض التي تهاجم الجسم.

اقرأ أكثر

زراعة نخاع العظم في إیران

العلاج المناعي للسرطان :مهاجمة الجهاز المناعي ضد السرطان

الجهاز المناعي هو الجیش الحامي للجسم من المهاجمین، لدی هذا الجیس عضدان: یعني الجهاز المناعي الفطری و هو مدافع رئیسي و وظیفته مهاجمة بشكل سریع أي جسم غریب الذي یدخل الی الجسم و لیس لدیه أی تخصص، یعني لیس قادر علی تمییز بین تلك الأجسام الغریبة متطفلة في الجسم، علی عكس الجهاز المناعي التكیفي و هو خط الدفاع الثاني و لدیه تخصص في الدفاع، یعني عنده تدرب في وقایة الجسم، و تلك الوقایة المتدربة هي نوع من الحصانة طویلة المدی عن طریق تطویر ذاكرة مناعیة و یمكن الحصول علیها من خلال اللقاحات ، أو حدوث العدوی للمرة الأولی و العلاج بنقل الأجسام المضادة التي تمت تكونها في جسم آخر.

تعتبر الخلایا التائیة نوع من أنواع الخلایا المناعیة التي یقوم بمهاجمة الی الخلایا الغریبة، و هي سلاحاً صارماً ضد الخلایا السرطانیة، و إلا أن الجهاز المناعي التكیفي بإمكانها أن یخضع بالخطأ فیهاجم الجسم نفسه، و تسبب بعض الأمراض تعرف باسم أمراض المناعة الذاتیة.

و هنا تظهر أهمیة منهج تثبیط الجهاز المناعي، التي تتم في إثنا عدة آلیات لدی الخلیة، التي تتضمن ما تعرف باسم نقاط التفتیش، و هي بروتئینات موجودة علی سطح خلایا الجسم، و إذا تتعرف علیها الخلایا التائیة فإنها لا تهاجم الیها.

تشتهر الخلایا السرطانیة بمكرها و شرها، و تستخدم هذه صفتها لصالحها عن طریق صوغ بروتینات نقاط التفتیش علی سطح نفسها، لأن تخضع الخلایا التائیة بالانخداع و هكذا تمكن الخلایا السرطانیة هربها من الجهاز المناعي.

اكتشف العالمان الذین حصلا علی جائزة نوبل في الطب لعام 2019 أن ممكن تثبیط تلك النهج من خلال استخدام اجسام مضادة لإعاقة نقاط التفتیش و جعل الخلایا التائیة قادرة علی مهاجمة الخلایا  السرطانیة.

تتواجد مثبطات نقاط التفتیش حالیاً، و تتم استخدامها لعلاج الأمراض، إلا انها لدیها تكلفة مرتفعة جداً و تسبب آثار جانبیة ضارة، و العلاج المناعي للسرطان المستخدم بالفعل، تقوم بالاستهداف الجهاز المناعي التكیفي، و لكن البحوث الجدیدة، التي نفذها الباحثون من ماونت سیناي مرافقاً مع العدید من المستشفیات و العیادات تمثل أول محاولة لاستهداف الجهاز المناعي الفطري و تعلیم خلایاه علی مهاجمة الی الأورام.

كما تجهّز الأورام نوعاً من الخلایا المناعیة تعرف باسم الخلایا البلعمیة الكبیرة لخدمتها، حضور تلك الخلایا وافر جداً في البیئة حول الورم، و تساعد الخلایا السرطانیة فرار من الجهاز المناعي و أن تصبح قویاً و كثیراً في الجسم.

وفقاً علی سالي صبرا، الباحث في قسم التقنیة الحیویة بمعهد الدراسات العلیا لجامعة الإسكندریة، تعرض هذه الدراسة أن قیام بالتصمیم بالضبط للحاملات النانویة بإمكانها تعزیز و حث الجهاز المناعي المتدرب و تحسین فعالیتها ضد الأورام و یمثل الدور الأساسي للمواد النانویة في هذه الدراسة علی فرصة صنع الأجسام الصغیرة جداً علی شكل قرص و قطرها ما یقارب 20 نانومتراً، و تتواجد علی سطحها مركبات من ببتیدوجلیكان MDP أو MTP لتنفیذ تدریب حث الجهاز المناعي الفطري كما یحدث مع المیكروبات».

العلاج المناعي

العلاج المناعي للسرطان: مزیة المواد النانویة

تمثل المواد النانویة MTP10-HDL مصنوعة من قبل مولدر أن الببتیدوجلیكان المستخدم فیها هو جزء رئیسي من الجدار للخلایا البكتیریة، التي خلایا المناعة بإمكانها تعرف علیه. الببتیدوجلیكان تمثل الجزیئات البیولوجیة التي تحث المناعة المتدربة من خلال تنشیط مستلمات (receptors)  بروتینیة تعرف باسم (NOD2). تؤدي تلك المستلمات دورة في الاستجابة المناعیة و إنعاش بروتئین آخر تعرف باسم NK-kB.

فریضة بروتئین NF-kB هي تعدیل شكل كروماتین الخلیة و هیكلیتها، و الكروماتین هو خلیط من الحمض النووي و البروتینات التي تتكون محتویات نواة الخلیة و یضبط إنعاش و تعبیر أي الجینات و أیها یجب تثبیطه.

عاونت وسائط التدریب المستعمل في هذه المحاولة الدراسیة إعادة برمجة الخلایا جینیاً عبر تعدیل هیكلیة الكروماتین و أن تسمح الجینات المسوولة لإنعاش الخلایا النخاعیة و المركبات محفزة للاستجابة للجهاز المناعي بالتعبیر الجیني، كما ارتفع معدل ازدیاد الخلایا المناعیة المتدربة و غلب علی الخلایا البلعمیة الكبیرة التي تعاون الخلایا السرطانیة، و یودي الی انخفاض تكون الورم.

اقرأ أكثر

جراحة حلقة المعدة

أحد النماذج بحیث قد استخدموا الباحثون لفأر و زرعوا في جسمه خلایا من ورم میلانیني (سرطان الجلد). و تشتهر أن المناعة البشریة تعرض استجابة الحث ضد السرطان بشكل متمایز من استجابة المناعة عند الفأر، و من المستحسن استعمال نماذج الفأر التي أقرب بالبنیة البشریة و تشتهر باسم ماوس أفاتار.

برغم تطور الأبحاث في صدد السرطان، لكن لا یزال السرطان مرض الذي یتقل الملایین كل سنة، یحاول الباحثون المناهج التي لم تحاول من قبل لحصول علی علاجات جدیدة. في دوریة سیل، تمت نشر دراسة اخری عن استعمال النظام المناعي المتدرب في علاج السرطان نفذها باحثون من جامعة بنسلفانیا بالمساعدة مع الذین قد اكتشفوا المناعة المتدربة، لكن استخدمو مركباً ناجم عن الطحلب تعرف باسم بیتا جلوكان لحث المناعة الفطریة مباشرة.

اقرأ أكثر

العلاج الكيميائي للسرطان في ايران

استخدام المواد النانومتریة لدیه اقل من الآثار الجانبیة

و یعتقد بعض اللباحثون أن استخدام المواد النانومتریة أحری من استعمال بیتا جلوكان مباشرتاً، و اعتقدت صبرا أن استخدام منتجات النانو یخفض الآثار الجانبیة للعلاج المناعي للسرطان و تقول تتواجد علاقة صارمة بین استخدام منتجات النانو و بشكل خاص هذه المصنوعات من الجزیئات التي تتواجد في الجسم بشكل طبیعي، عثر الباحثون في تجارب التوزیع الحیوي علی أن منتجات النانو وصلت الی الكبد لكن لا تظهر أی إضرار علی الكبد، یعنی تتواجد التناغم الحیوي لهذه المنتجات النانو و تناسقها الدخول في خطوة التجارب السریریة.

یواصل الجهاز المناعي المتدربة حتی بعد اضمحلال الخلایا المناعیة، وأوضح احد من باحثو العلاج المناعي للسرطان أن سلائف الخلایا النخاعیة المتدربة مواصلة علی انطواء السمات التي تمت تدربها، بسبب إمكانیتها علی التحدیث الذاتي، لأن هي من الخلایا الجذعیة.

و في النهایة یؤكد واحد من الباحثین الی احتیاج الی الأبحاث الأكثر في مجال العلاج المناعي للسرطان. لا یزال لدی الباحثین كثیر من الوقت لتأكد من فعالیة هذا العالج و أمان استخدامه علی المصابین بالسرطان، و إلا أن ظاهراً میلدر و زملاءه في مسارهم لعثور علیه، و قد أنشأ ذلك الباحثون شركة ناشئة في إطار تكنولوجیا حیویة، و یریدون تنفیذ تجارب علی المرضی في خلال 2-4 سنوات من الآن.

علاج مناعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *